هل تشعر بالقلق والإرهاق باستمرار؟.. نصائح لإدارة التوتر
يُعدّ القلق شعورًا إنسانيًا طبيعيًا يرتبط بالخوف أو الترقب، وقد يكون في بعض الحالات محفّزًا يساعد على الاستعداد لمواقف مهمة كالامتحانات أو العروض التقديمية، غير أن تحوّله إلى حالة مفرطة ومستمرة قد ينعكس سلبًا على الصحة النفسية والجسدية، ويؤدي إلى شعور دائم بالإرهاق والتوتر.
هل تشعر بالقلق والإرهاق باستمرار؟.. نصائح لإدارة التوتر
وأوضحت أروشي كوهلي، أخصائية الصحة النفسية والتأهيل، في حديث لموقع HT Lifestyle، أن القلق لا يقتصر على كونه حالة ذهنية، بل يمتد تأثيره إلى الجسد بشكل مباشر، مشيرة إلى أن الاعتقاد السائد بأن القلق يتمثل فقط في التفكير المفرط أو القلق الذهني غير دقيق، إذ إن له انعكاسات جسدية عميقة تشمل تسارع ضربات القلب، وضيق التنفس، وتشنّج العضلات.
وبيّنت كوهلي أن الجهاز العصبي قد يجد صعوبة في التمييز بين الخطر الحقيقي والتهديدات العاطفية أو المتخيلة، مثل الخوف من الرفض أو الفشل أو الأحكام الاجتماعية، ما يؤدي إلى استجابات جسدية مماثلة لتلك التي تظهر عند التعرض لخطر فعلي.
جودة النوم ووظائف الجهاز الهضمي
وأضافت أن استمرار القلق يُبقي هرمونات التوتر، وعلى رأسها الكورتيزول، في مستويات مرتفعة، وهو ما يؤثر سلبًا على جودة النوم، ووظائف الجهاز الهضمي، ومستويات الطاقة، ومع مرور الوقت، يتكيّف الجسم مع حالة التأهب المستمرة، ويتعامل مع الهدوء بوصفه حالة غير مألوفة، ما يؤدي إلى إعادة برمجة الجهاز العصبي على التوتر الدائم.
وأكدت الأخصائية أن هذا التكيف يجعل الشخص يشعر بالقلق حتى في غياب مسببات حقيقية، وهو ما قد يتسبب في ظهور أعراض جسدية ونفسية أكثر حدة، داعية إلى التعامل المبكر مع القلق واتباع استراتيجيات صحية لإدارته، إلى جانب طلب الدعم المتخصص عند الحاجة.




