في حوار مع القاهرة 24.. المدير التنفيذي لاتحاد الطائرة يكشف كواليس أزمات الزمالك والمديونيات وإلغاء المحترف الليبرو
مع اقتراب صافرة البداية لموسم جديد من منافسات دوري الكرة الطائرة في مصر، تزداد التساؤلات حول خطط الاتحاد المصري للعبة، في ظل طموحات متزايدة لتطوير اللعبة محليًا ودوليًا.
وفي ظل هذه الأجواء، أجرى موقع القاهرة 24 حوارًا خاصًا مع حسن عابد، المدير التنفيذي للاتحاد المصري للكرة الطائرة، الذي فتح خلاله الملفات الشائكة بكل شفافية، وتحدث عن أسباب تعديل العقود بشكل متكرر، وأسباب منع المحترف الأجنبي في مركز الليبرو، وموقف الاتحاد من الانتقادات الجماهيرية، خصوصًا من جمهور الزمالك.
كما تناول عابد كواليس المديونيات المتراكمة على الأندية، ومستقبل السوبر المصري خارج البلاد، بالإضافة إلى كواليس البطولة الإفريقية الأخيرة التي نُظمت في مصر، وطموحات الاتحاد لاستضافة بطولات كبرى قادمة.
وإلى نص الحوار…..
جمهور الزمالك يرى أن حسن عابد دائم التحامل على الفريق.. ما هو ردك؟
أنا زملكاوي بالنشأة والانتماء، ولا توجد لدي أي مشكلة مع جماهير الزمالك. الانتقادات التي تصدر من بعض الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي أحيانا تكون مبنية على معلومات غير دقيقة، وقد يكون السبب في ذلك أحد الإداريين داخل النادي، الذي بدلًا من مواجهة القصور في عمله، يحاول تحميل الاتحاد المسؤولية.
أُقدّر حب جماهير الزمالك لناديها، وأتفهم موقفهم، لكن هدفي توضيح الصورة. نحن نعمل وفق اللوائح وبطريقة واضحة، والزمالك نادٍ كبير وله تاريخ مشرف في الكرة الطائرة، تماما مثل الأهلي. عندما يقدم الزمالك طلبا مشروعا، نحرص على تلبيته مثل باقي الأندية، لأن هدفنا هو تطوير اللعبة في مصر.
تعليقك على قضايا الزمالك وأزمته الأخيرة مع الاتحاد المصري
جميع الشكاوى التي ترد من الاتحاد الدولي نتعامل معها بشكل موحد ووفقا للوائح والتعليمات، دون النظر إلى اسم اللاعب أو النادي، وهناك خطوات رسمية واضحة: نتلقى الشكوى من الاتحاد الدولي، نخطر النادي، ونمنحه المهلة القانونية للرد، ثم يتم اتخاذ القرار بناءً على المستندات المقدمة.
اللاعبون المصريون والأندية يخضعون لنفس الإجراءات، ونعمل على ضمان العدالة والشفافية في كل الملفات.
كيف يتعامل الاتحاد مع مديونيات الأندية؟
الديون الكبيرة على الأندية جاءت نتيجة ارتفاع قيمة العقود وتكاليف التوثيق والضرائب والمستحقات المالية الأخرى. نحن في الاتحاد قدمنا تسهيلات لتسديد المستحقات، مثل جدولة الديون، وقبول دفعات جزئية، وتقديم شيكات في مواعيد محددة.
نحن على تواصل دائم مع وزارة الشباب والرياضة لحسم هذا الملف، وننتظر قرارا رسميا بشأن آلية تحصيل هذه الديون، بما يراعي ظروف الأندية.
ما هي أسباب أزمة المحترف الأجنبي في الزمالك؟
الزمالك سجّل لاعبا محترفا ضمن قائمته الإفريقية، لكنه استغنى عنه قبل البطولة التي لم يشارك فيها، ورغم أن عقد اللاعب كان لا يزال ساريا، لم يرد النادي رسميًا في الوقت المحدد، ما قد يؤدي إلى توقيع عقوبة من الاتحاد الدولي.
للأسف، تم التعامل مع الملف بشكل إداري سيئ، والنتيجة أن الزمالك خسر حقه في قيد محترف، وقد يتحمل تبعات مالية نتيجة عدم الالتزام باللوائح.
لماذا يتم تعديل نسخ العقود اللاعبين بشكل مستمر؟
التعديلات المستمرة على العقود تأتي في إطار التطوير وإعادة الهيكلة بما يتناسب مع متغيرات اللعبة. حين استلم مجلس الإدارة الحالي مهامه، كانت العقود لا تتجاوز صفحتين، وكانت بحاجة إلى تحديث شامل يتماشى مع الواقع الجديد واحتياجات الأندية واللاعبين.
بدأنا هذه التعديلات منذ 4 مواسم، بسبب تزايد المشكلات التعاقدية، والارتباك في العلاقة بين الأندية واللاعبين، خاصة مع الانفتاح الكبير على الاحتراف.
في الموسم الأول من التعديل، واجهتنا مشكلات في مضمون العقود وآلية التوثيق، ما دفعنا لإعادة صياغتها وتوثيقها بشكل أكثر احترافية لضمان وضوح العلاقة بين اللاعب والنادي.
أما في الموسم الحالي، تم التعديل لضرورة تتعلق بآلية دفع المستحقات، حيث واجهنا تأخيرا كبيرا في حصول اللاعبين على حقوقهم، ما استوجب تدخل الاتحاد وتواصله مع الأندية، وهو أمر كان يستغرق وقتا وجهدا كبيرا. لذلك حرصنا على وضع بنود واضحة تضمن حقوق الطرفين وتُسهم في تسريع فض المنازعات.
ببساطة، تعديل العقود تم لمصلحة جميع الأطراف، وتقليل الإجراءات المعقدة، وضمان تطبيق اللوائح بشكل عادل وواضح.
هل نرى السوبر المصري في الخارج؟
نجري مفاوضات مع اتحادات البحرين والسعودية والإمارات بشأن إقامة السوبر المصري خارج البلاد، والتفاصيل حاليا تتعلق بالحقوق والرعاية، ونأمل أن نصل إلى اتفاق يسعد جماهير الكرة الطائرة المصرية ويُسهم في انتشار اللعبة.
لماذا صدر قرارًا بإلغاء اللاعب المحترف في مركز الليبرو؟
هدفنا الأول في هذه المرحلة هو دعم الكرة المصرية والمنتخبات الوطنية. قررنا سابقا تقنين وجود اللاعبين المحترفين في مراكز معينة، لأننا لاحظنا فجوة كبيرة في هذه المراكز على مستوى المنتخبات، وكان من الضروري تطوير اللاعبين المحليين.
وبالفعل، نجح هذا القرار في إخراج لاعبين مميزين مثل عبد الله عبد السلامة، وأشرف حسن، وحسام يوسف، وأحمد فتحي، وغيرهم.
أما القرار الأخير بشأن مركز الليبرو، فجاء بعد مشاركة منتخب مصر في بطولة العالم، حيث ظهر بوضوح ضعف هذا المركز، وغياب الكفاءات باستثناء أسماء قليلة مثل محمد رضا (الزمالك)، محمد رمضان (الأهلي).
وجود محترف أجنبي في هذا المركز داخل بعض الأندية، مثل الأهلي، حرمنا من تطوير لاعبين محليين كان من الممكن الاستفادة منهم في المنتخب. مركز الليبرو محوري في المنتخب، والقصور الذي حدث في هذا المركز أثّر سلبا، حيث اعتمدنا على لاعبين صغار يفتقرون للخبرة، وتحمل لاعب واحد الضغط كاملًا.
ما موقف دخول الجماهير إلى الصالات في الموسم الحالي؟
ملف الجماهير مسؤولية مشتركة بين الاتحاد، والأندية، والجمهور نفسه. هدفنا أن يكون التشجيع إيجابيا، داعما للنادي واللاعبين، بعيدا عن السلوكيات السلبية أو الهجوم على المنافس.
نحن من أوائل الاتحادات التي سمحت بدخول الجماهير إلى الصالات، ونسعى للمحافظة على هذا المكتسب. لكن في حال الخروج عن النص، نُضطر لاتخاذ قرارات صعبة، مثل إقامة المباريات بدون جمهور، وهو أمر يؤثر سلبا على الجميع.
السوبر المصري سيقام بحضور جماهيري في شهر فبراير المقبل، ونعمل على أن تكون الأجواء مثالية.
حدثنا عن كواليس البطولة الإفريقية الأخيرة
أشكر الدكتور أشرف صبحي وزير الرياضة على دعمه المتواصل، وكل القائمين على صالة حسن مصطفى، والسيدة بشرى حجيج رئيسة الاتحاد الإفريقي للكرة الطائرة.
نحن نطمح لتنظيم بطولات إفريقية للرجال والسيدات، وخاصة البطولة الإفريقية المؤهلة للأولمبياد، نظرا لما حققناه من نجاح تنظيمي في النسخة الأخيرة.
بفضل التعاون مع الاتحاد الدولي، هناك حديث جدي حول إسناد بطولة عالمية لمصر، وجهود بشرى حجيج كانت واضحة، حيث تدخلت لتأمين البث التليفزيوني ومنحت الحقوق مجانا دعما لمصر، كما تكفلت بنفقات أحد المنتخبات الإفريقية، وهو ما كان له أثر كبير في نجاح البطولة.
أنا مدعوم من رئيس الاتحاد المهندس ياسر قمر، ومن أعضاء المجلس، الذين أتابع معهم نتائج كل قرار نتخذه. كما أوجه الشكر للمهندس ياسر إدريس رئيس اللجنة الأولمبية على دعمه المستمر.
