الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

تفسير والعصر إن الإنسان لفي خسر.. رسالة النجاة من الخسران في ثلاث آيات

تفسير والعصر إن الإنسان
دين وفتوى
تفسير والعصر إن الإنسان لفي خسر
السبت 22/نوفمبر/2025 - 02:45 م

نقدم تفسير والعصر إن الإنسان لفي خسر، فإن سورة العصر من السور القرآنية الجامعة التي قدم الله تعالى فيها خلاصة منهجه في سطور معدودة، مؤكدًا أن النجاة الحقيقية لا تتحقق إلا بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر.

تفسير والعصر إن الإنسان لفي خسر

وحول تفسير والعصر إن الإنسان لفي خسر، يقول الله تعالى: «وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ»، وهي آيات قصيرة المبنى عظيمة المعنى، لخصت منهج النجاة في أربع ركائز كبرى.

وأجمع المفسرون على أن المقصود بالخسران في الآية الهلاك والنقصان والضياع، وأن الإنسان بطبعه خاسر ما لم يحقق هذه الأسس التي ذكرتها السورة.

تفسير والعصر إن الإنسان لفي خسر
تفسير والعصر إن الإنسان لفي خسر

تفسير سورة العصر

وعن تفسير سورة العصر، فإنها سورة العصر مكية، تتكون من ثلاث آيات تضم أربعة عشر كلمة وستة وستين حرفًا، لكنها تحمل مضمونًا يوازي صفحات من التوجيه والهداية.

يفتتح الله السورة بالقسم بالعصر، وقد اختلف العلماء في تفسيره؛ فقال بعضهم إن العصر هو صلاة العصر لفضلها، فيما ذهب آخرون إلى أنه الدهر والزمان، لما فيه من تقلبات وعبر وأحداث تشهد على قدرة الله وتغير أحوال البشر.

وأكدت الآية الإنسان لفي خسر، أن “الإنسان” واقع في الخسران المحيط، وهو خسران يشمل ضياع العمر، ونقص الطاعة، والتقصير في حق الله، وفوات الربح في الآخرة، وقد رأى بعض العلماء أن المقصود بالإنسان هنا الكافر دخولًا أوليًا، لأنه أبعد الناس عن طريق النجاة.

تفسير سورة العصر
تفسير سورة العصر

استثنت السورة فئة قليلة ناجية، حدد الله صفاتها في أربع قواعد أساسية:

  • الإيمان: وهو التصديق الجازم بالله ورسوله، ولا نجاة في الآخرة بدونه.
  • العمل الصالح: أداء ما افترضه الله من الصلاة والصيام والزكاة وسائر الطاعات.
  • التواصي بالحق: أي مداومة النصيحة بين الناس، وإرشاد بعضهم بعضًا إلى الخير.
  • التواصي بالصبر: وهو الصبر على الطاعة، وعن المعصية، وعلى البلاء، وهو دليل قوة الإيمان.

وتشير كتب التفسير إلى أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا لا يتفرقون عند اللقاء إلا بعد أن يقرأ أحدهم سورة العصر، لما فيها من تذكير جامع بما يصلح شأن المسلم في دينه ودنياه، كما نقل عن الإمام الشافعي قوله: “لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم”، في دلالة على شمول معانيها للمنهج الإيماني المتكامل.

تفسير سورة العصر للشعراوي

وفيما يخص تفسير سورة العصر للشعراوي، قدم الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي تفسيرًا مميزًا للسورة، ركز فيه على مفهوم التواصي، مؤكدًا أنه تفاعل بين طرفين لا طرف واحد؛ فكل مؤمن يكون مرة “موصيًا” وأخرى “موصىً”، بحسب ما يمر به من حالات قوة وضعف.

وأوضح الشعراوي أن السورة تلخص العقيدة ومطلوبها في الإيمان والعمل الصالح، ثم تنتقل إلى الجانب الجماعي في حياة المسلم: التناصح والتكافل والتذكير بالحق والصبر.

وأشار إلى أن التكاليف الدينية ليست قيودًا تنتقص من حرية الإنسان، بل هي أحكام تحفظ المجتمع، تمامًا كما يبذر الفلاح حبة قمح في الأرض فيظن الجاهل أنها ضاعت، لكنها تعود بأضعاف مضاعفة.

وبين الشعراوي أن الصبر في السورة ليس مجرد احتمال الشدائد، بل يشمل الصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي، والصبر عند المصائب، وهو لا يتحقق إلا بالتعاون بين أفراد المجتمع المؤمن.

وأكد أن هذه السورة تقيم مجتمعًا متكاملًا يقوم على الإيمان الصحيح، والعمل المثمر، والنصيحة المتبادلة، والصبر المشترك، وهي قواعد تجعل الأمة أقرب للفلاح والنجاح.

تابع مواقعنا