تطورات سفاري سراييفو.. دعوى تتهم رئيس صربيا بالتورط في سياحة قنص البشر بالبوسنة
قدم الصحفي الاستقصائي الكرواتي دوماغوي مارجيتيتش دعوى جنائية لدى مكتب المدعي العام في ميلانو، يزعم فيها أن لديه أدلة تربط الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، بموقع عسكري استُخدم في عمليات سفاري القناصة سيئة السمعة التي استهدفت المدنيين خلال حصار سراييفو، بحسب موقع InsideOver الإيطالي.
سفاري سراييفو وسياحة قنص البشر
وتأتي هذه المبادرة في أعقاب تحقيق بدأته النيابة العامة الإيطالية، والذي اكتسب زخمًا بعد عرض الفيلم الوثائقي سفاري سراييفو للمخرج ميران زوبانيتش. ويهدف التحقيق إلى الكشف عن هوية المواطنين الإيطاليين الذين يُشتبه في أنهم دفعوا أموالًا لقوات صرب البوسنة مقابل السماح لهم بإطلاق النار على السكان المدنيين في المدينة المحاصرة.
ووفقًا للصحفي مارجيتيتش، فإن الأدلة التي بحوزته، والتي سُلمت إلى السلطات القضائية الإيطالية، تثبت أن فوتشيتش، الذي كان آنذاك عضوًا شابًا في الحزب الراديكالي الصربي، كان يتردد على ثكنة للجيش في منطقة غرزافيتشا بسراييفو، ويُعتقد أن هذه الثكنة كانت إحدى القواعد اللوجستية التي انطلقت منها عمليات سياحة الموت المروعة.
وتستند الدعوى إلى شهادات متعددة، بما في ذلك شهادة جندي سابق في جيش صرب البوسنة يُدعى سلوبودان ميشيتش، الذي أكد وجود هذه الممارسة المروعة، ووفقًا لميشيتش، كان الأجانب، ومن بينهم إيطاليون، يدفعون مبالغ مالية كبيرة للمشاركة في قنص المدنيين، بما في ذلك الأطفال، بهدف التسلية.
ويضيف مارجيتيتش أن التحقيق الذي يجريه المدعي العام في ميلانو، ألبيرتو نوبيلي، يمثل فرصة حاسمة ليس فقط لمحاسبة سياح الحرب الإيطاليين، بل أيضًا لكشف تورط شخصيات سياسية رفيعة المستوى مثل فوتشيتش، الذي بنى مسيرته السياسية على القومية المتطرفة خلال حروب يوغوسلافيا السابقة.
ونفى الرئيس الصربي في الماضي الاتهامات، معتبرًا إياها حملة تشهير ذات دوافع سياسية، إلا أن الدعوى الجديدة المقدمة في إيطاليا، مدعومة بما يصفه مارجيتيتش بالأدلة المادية، قد تفتح فصلًا جديدًا ومقلقًا في تاريخ تلك الفترة المظلمة، مما يضع الرئيس الصربي في قلب تحقيق جنائي دولي.





