الأحد 21 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

تصيب الملايين حول العالم.. اختبار بسيط للعين قد يكشف معاناتك من إعاقة خفية

تعبيرية
صحة وطب
تعبيرية
الأحد 21/ديسمبر/2025 - 03:00 م

كشف باحثون عن طريقة بسيطة وموضوعية يمكن أن تُظهر ما إذا كان الشخص يعاني من إعاقة خفية تُعرف باسم انعدام القدرة على التخيل (Aphantasia)، وهي حالة عصبية تجعل المصاب غير قادر على تكوين صور ذهنية في عقله، رغم تمتعه ببصر طبيعي وقدرات معرفية سليمة.

وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، تُعد هذه الحالة غير شائعة الفهم وقليلة التشخيص، إذ تشير التقديرات إلى أن ما بين 2 و5% من البشر يعانون منها، بينما يظل معظمهم غير مدركين لإصابتهم بها، لكونها لا تُسبب أعراضًا ظاهرية ولا تؤثر على الذكاء أو اللغة أو الأداء اليومي.

ويعجز المصابون بانعدام القدرة على التخيل عن استحضار صور ذهنية مثل وجوه المقربين، أو مشاهد طبيعية كغروب الشمس، أو أي صورة عند إغلاق أعينهم، وهو أمر يفترض كثيرون أنه قدرة يمتلكها الجميع.

أول اختبار بيولوجي موضوعي

وفي خطوة علمية لافتة، أعلن علماء من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية عن تطوير أول اختبار بيولوجي موضوعي لتشخيص هذه الحالة، يعتمد على مراقبة استجابة حدقة العين.

وأعرب الباحثون عن تغير حجم حدقة العين لدى المشاركين خلال مشاهدة أشكال مضيئة ومظلمة، ثم في أثناء محاولة تخيلها ذهنيًا، وشملت الدراسة 60 مشاركًا، منهم 42 شخصًا لا يعانون من انعدام التخيل، و18 شخصًا أبلغوا عن إصابتهم به.

وأظهرت النتائج أن حدقة العين لدى جميع المشاركين استجابت بشكل طبيعي عند مشاهدة الصور فعليًا، ما يؤكد سلامة الجهاز البصري. لكن عند الانتقال إلى مرحلة التخيل الذهني، برز الفارق بوضوح.

فقد تغير حجم حدقة العين لدى الأشخاص القادرين على التخيل تبعًا لسطوع أو ظلام الصورة المتخيلة، بينما لم تُظهر حدقات المصابين بانعدام القدرة على التخيل أي استجابة مماثلة.

دليل على المحاولة وليس العجز الذهني

وقال الدكتور جويل بيرسون، عالم الأعصاب والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن هذه النتائج تمثل أول دليل فسيولوجي مباشر على فقدان القدرة على التخيل، واصفًا الاختبار بأنه الأول من نوعه عالميًا.

وأضاف أن الدراسة تدحض الاعتقاد القائل إن المصابين بهذه الحالة لا يحاولون التخيل، إذ أظهرت التجربة أن حدقات عيونهم اتسعت عند تكليفهم بتخيل أربعة أشياء بدلًا من شيء واحد، وهو ما يدل على زيادة الجهد العقلي.

من جانبه، أوضح الباحث لاكلان كاي أن اتساع الحدقة في هذه الحالة يؤكد أن المصابين يحاولون التخيل فعلًا، لكن ليس بطريقة بصرية، بل عبر مفاهيم مجردة أو غير تصويرية.

وأشار الباحثون إلى أن انعدام القدرة على التخيل قد يكون خلقيًا أو مكتسبًا نتيجة إصابة دماغية أو صدمة، وقد يكون كليًا أو جزئيًا، كما لا يقتصر على الصور البصرية فقط، بل قد يمتد ليشمل تخيل الأصوات والروائح واللمس والمذاق وحتى الحركة.

وبحسب الجمعية البريطانية لعلم النفس، يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من هذه الحالة دون تشخيص، فيما توضح شبكة Aphantasia Network أن المصابين بها غالبًا ما يعتمدون على التفكير بالحقائق والمفاهيم بدل الصور الذهنية.

ويأمل الباحثون أن يسهم هذا الاختبار البسيط في زيادة الوعي بالحالة، وفتح الباب أمام تشخيص أدق وفهم أعمق لكيفية عمل الدماغ البشري.

تابع مواقعنا